الأحد، 26 أكتوبر 2008

قمة الحياه

قصة نثرية ترى ما يراه الفقير فى حياتنا العادية .. حتى يصبح ذى شأن :
_____________________________________________________

مصام أبرمتها الذكريات فى حفنة العصر المشبوب
ملاكا يتحدث عنه الجيران , يشير بأصبعا, ما هو إلا إتهام
فكنتوا صغير السن هزيل البنيان رحيم الفؤاد بلى الثياب
ملاق الجيب فارغ من المال .. جميل الوجود المعيب
سكنتى بيتاً متأرجح الغصون أكلته النمال و أقسمته المياه
هوست النفوس بلسانى المعهود , قشة فى ضيم الحلك الرهيب

تعلمت على الصراط المستقيم علماً يحترمه الجميع
بأساً للأيام , أجوب فيها هنا و هناك باحثاً عن لقمة خبزى
رأيت القاطع يضرب لحماً على الوضم .. ليسيل لعابى
نشراً شكيتى على صدر أمى لتباركنى و تطيب خاطرى بكلمات

لتعلمنى حكمة الله .. فأنا أتعلم كل شئ عن الحياة
يا خليلى أنت من الفقراء صاحبى .. نقمة يرفضها الجميع

تصدمنى سيارة اليفنى ليعرج ذراعى .. فيولول مأقط الزمنى
يقذفنى ببضعة مؤنى ليطيب جراحى .. فأدمعنى الحقيرى
أبصرتهم !! يدرجون منتفوخون البطون .. ملئ الجيوب
الأغنياء همسون لعنون لأشكالنا البالية .. إنها قسمة الرب
يقذفون فى وجوهن بضعة قرشى ..تركوا أمر الوهاب
أتشترون خمر بابلى و تتركونا قططاً سائغة لكلاب السوق
يسئون لرزقهم بكثرة العيب ..مخبلون بكثرة الملك
ويلاً لهم .. يوم لا ينفعهم مال و لا بنون .. ليكون زنداً لنيران الجحيم

تمر سنون التاريخ ... ذكرى تؤيدها العقول الحسان
أصبحت صلبا قائما .. أشرك فى محنة الوطن الكبير

إلتحم بعين صقر و إنقض بقفزة الفهد العجول نابا
الأن حققنا النصر .. و رحلنا إلى صروح البروج
العبير
نتغنى و نرقص و نعلق الشموع .. كأن هذا هو نهاية المطاف
و أنا أنمو فى حضرة الحوش ساكناً على نهر الفرات الممدود
لأمضى فى الدنيا سبيلاً ليصبح الداء دواء و السم حياه
لأصعد درجات العالم .. قراعاً لباس السلم المغيب
تتميل الأوزان .. محمولا على جنح الطائر الرفرف
رمزاً فى القلوب مشيدى ... نجما للفقراء ملذى
ليصبح الجهاد مسيرى .. قناة لهدم السدود
الكفاح جميلا ..عندما يكلل بالنجاح العزيز
ويحا للمحطمين ..أغرقتهم المصائب فوق قبه الصحن المقلوب
قبلتنى نفوس ضائعة هائمة ..لم تجد من يريدها على قبضة الدرب
هكذا نحيا يا بنى متمنين النصر على شقى الخط
فاليوم أسجد .راكعاً. حمدا .. فى لحظات الفوز الصغير
حتى لو لم يكن الفتح حليفى .. فأنا ذائبِ فى حب الموالى

سامحنى إن ظلمت نفس فى دائرة الملعب المصدوم
أنه خطاباً معلقاً للميدانى .. أنشودة تعزفها الأجيال
فالعالم على دروبه يسير .. له خالق يدير شئونه

ليست هناك تعليقات: