الخميس، 23 أكتوبر 2008

إنها الحقيقة

إنكسى الليل أمامى بسحابته السوداء الكاحلة فى أطراف المدينة الكبيرة .... حيث’ أسكن فى بيتاً أكلته النمال و أذابته الأمطار و أكلتنى معه أقداح الموت .افترشت بجسدى الكهل فراشاً و ثير بجانب شباك متهالك .. أنظر من خلاله إلى عنان السماء من داخل غرفتى ، لكن شياءً يأرقنى فهذا العمود القريب من دارى تنفتح منه أشعاع الضوء لتنير السكون... لتضيع على جمال وحدتى و تضيق على أمال خيالى ، فهذا العمود الرابض أمامى يأرقنى .. بل يغيظنى كل صباح و مساء .. كم رغبت أن أقتلعه من تلك الحاره لأحقق رغبتى فى سكون و ظلام دائم ، أردت الظلام دائماً .. فاطفاءت أنوار دارى و أطبقت بذراعى على صدرى و تمنيت بخيالى أن ينطفئ النور إلى الابد .. ومرت الأيام و السنون و أنا على تلك الخلفية .فجاء اليوم الذى أنتظره دائماً حين إنطفاءت الانوار فى بيتى و الحى بأكمله .. كم تمنيت أن تدوم اليوم و بعد اليوم .. ،ها العوده إلى عالم الذات حيث’ أنت و لا غيرك أنت ، نجوماً لامعه و قمراً منير لينخشع على وجهى بانواره الخافته .. و شرعت أتذكر و أتذكر حتى ضاعت الذكريات وسط عودة الاضواء .وربوتى تذوب بصدرى المختنق بدخان الماضى و عنبرية الزمان و فلسفة الكسيح و المريض فالماضى لا يعود و الحاضر لا يدوم .. فالكل فى إتجاه إلا عوده يسير ، فعندما تنطفئ الانوار تنكشف الحقيقة فى الظلام بلا قناع يقودنى إلى متاهة الزمان .

ليست هناك تعليقات: